أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 17 نوفمبر 2023 م بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 3 جماد أول 1445هـ ، الموافق 17 نوفمبر 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 نوفمبر 2023 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات .

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 نوفمبر 2023 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، بصيغة word أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 نوفمبر 2023 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

___________________________________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

و للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن الدروس الدينية

عناصر خطبة الجمعة القادمة 17 نوفمبر 2023 م بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، للدكتور محروس حفظي :

 

(1) الابتلاءُ سنةٌ كونيةٌ ربانيةٌ عَلِمَهُ مِن علِمَهُ، وجهلَهُ مَن جهلَهُ.

(2) بعثُ الأملِ والتفاؤلِ في حياةِ الأنبياءِ والمرسلينَ عليهمُ السلامُ.

(3) وسائلُ توصلُكَ للفرجِ والنصرِ وقتُ الأزماتِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 17 نوفمبر 2023 م بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي: 

 التمسكُ بالأملِ والاجتهادُ في العملِ وقتُ الأزماتِ

بتاريخ 3 جماد أول 1445 هـ = الموافق 17 نوفمبر 2023 م

الحمدُ للهِ حمدًا يُوافِي نعمَهُ، ويُكافِىءُ مزيدَهُ، لك الحمدُ كما ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِك، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمّا بعدُ ،،،

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

(1) الابتلاءُ سنةٌ كونيةٌ ربانيةٌ علمَهُ مَن علمَهُ، وجهلَهُ مَن جهلَهُ:

إنَّ مِن دلائلِ الألوهيةِ وآثارِ الربوبيةِ على الخلقِ، وحكمتهِ في تدبيرهِ تقلبِ أحوالِ البشرِ مِن الشدةِ إلى الرخاءِ، ومِن الضعفِ إلى القوةِ، ومِن الضيقِ إلى الفرجِ، وإخراجِ المنحِ مِن أرحامِ المحنِ، ألطافٌ لا يدركُهَا عبادُهُ، وحكمٌ يجهلونَهَا تخفَى عليهِم قال تعالى: ﴿وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾؛ ولذا يكثرُ فيهم اللومُ والإعراضُ، ويقلُّ فيهم الرضا والقبولُ﴿وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾، وهذه الأحوالُ تربِّي الخلقَ على القربِ مِن اللهِ، فإذا غنُوا فبطروا جاءَهُم العسرُ ليهذبَ تعالِيَ النفسِ، ويحجزَهَا عن العلوِّ والاستكبارِ، ويمنعَهَا مِن البغيِ والطغيانِ، ويردَّهَا إلي الحقِّ والصوابِ قال ربُّنَا: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَهَا اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ﴾ فإذا حسنتْ أخلاقُهُم، وصفتْ قلوبُهُم، واستقامتْ أحوالُهُم، وأظهروا الذلَّ والافتقارَ للهِ، ولهجَ لسانُهُم بالدعاءِ والتضرعِ لهُ جاءَهُم اليسرُ لئلَّا يستبدَّ بهمُ اليأسُ والقنوطُ، وهذه السننُ الربانيةُ مذكورةٌ ومكررةٌ في آياتِ القرآنِ وأحاديثِ النبيِّ العدنانِ، ملموسةٌ ويُشَاهَدُ وقوعُهَا في الخلقِ يراهَا الإنسانُ في نفسِه قبلَ غيرِه، ولو حاولَ الإنسانُ أنْ يجمعَ ما مرَّ بهِ في حياتِهِ مِن مشاهدَ لمَا أحصَى ذلك لكثرةِ ما رأَى وسمعَ فتأملْ وتنبهْ أخي الحبيب، ويا مَن أعيتْكَ الحيلُ، وأتعبتْكَ السبلُ، إقرعْ بابَ مولاكَ، وثقْ بهِ، وخذْ بالسببِ، وتوكلْ عليهِ، وللهِ درُّ القائلِ:

وَكَمْ للهِ مِنْ لُطْفٍ خَفِيٍّ … يَدِقُّ خَفَاهُ عَنْ فَهْمِ الذَّكِيِّ

وَكَمْ يُسْرٍ أَتَى مِنْ بَعْدِ عُسْرٍ … وَفَرَّجَ لَوْعَةَ الْقَلْبِ الشَّجِيِّ

وَكَمْ هَمٍّ تُسَاءُ بِهِ صَبَاحًا … فَتَعْقُبُهُ الْمَسَرَّةُ بِالْعَشِي

إِذَا ضَاقَتْ بِكَ الأَسْبَابُ يَوْمًا … فَثِقْ بِالْوَاحِدِ الأَحَدِ الْعَلِيِّ

والناظرُ في كتابِ اللهِ تعالى يجدُ أنّ اللهَ قد قطعَ على نفسِهِ وعداً لا يتخلفُ- بمحضِ فضلهِ وكرمهِ- بأنَّ الضيقَ يعقبُهُ الفرجُ لا محالةَ، والمرضَ يردفُهُ الصحةُ، والفقرَ يتبعُهُ الغنَى وهكذا في كلِّ أمورِ الحياةِ صغيرِهَا وكبيرِهَا، جليلِهَا وحقيرِهَا يقولُ سبحانَهُ: ﴿سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾ وهذه الصيغةُ تعطيكَ معنَى الاستمرارِ والدوامِ أي: أنَّهُ في كلِّ عسرٍ سيجعلُ اللهُ للعبدِ منهُ يسراً، فلماذا إذن الجزعُ واليأسُ والقنوطُ، وهذا وعدٌ منهُ تعالًى لهُم، ولذا مَن يتسخطْ ويعترضْ على قضاءِ اللهِ وقدرِهِ هو جاهلٌ بسنةٍ كونيةٍ أخرَى ألَا وهي أنَّ الإنسانَ أوجدَهُ اللهٌ في هذه الحياةِ ليكابدَ عناءَهَا، ويواصلَ مسيرتَهُ فيها حتى يذوقَ طعمَ الراحةِ والهناءةِ قال تعالى: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ﴾ وإلّا فما طعمُ النجاحِ والفلاحِ إذا أتَى بعدَ نومٍ ولعبٍ ولهوٍ؟!

 وفي موضعٍ آخر يؤكدُ اللهُ تعالى جريانَ هذه السنةِ بمؤكداتٍ عدةٍ؛ للدلالةِ على تحققِ هذا الوعدِ وتعميمِهِ، وأنّهُ سنةٌ ماضيةٌ للهِ في عبادِهِ، فقالَ تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا﴾ وقد جاءَ في الأثرِ عن ابنِ مسعودٍ: «لو كان العُسر في جحرٍ لتبعَهُ اليسرُ حتى يدخلَ فيه فيخرجَهُ، ولن يغلبَ عسرٌ يسرين»، وقد أكدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذلك فقال: «وإن الْفَرَجَ مع الْكَرْبِ وإن مع الْعُسْرِ يُسْراً» (أحمد) .

فكلُّ كربٍ ينزلُ بالمؤمنِ فإنّ معهُ فرجاً لا محالةً، وكلُّ عسرٍ يصيبُهُ فإنّ معهُ يسراً، ومَن علمَ ذلك وأيقنَ به فلن يُسلِّمَ قلبَهُ لليأسِ والقنوطِ، ولن ينسى الخالقَ ويركنَ للمخلوقِ، ولن يعلقَ قلبَهُ بغيرِ اللهٍ، وللهِ درُّ القائلِ:  

إِنَّ الأُمُورَ إِذَا مَا اللهُ يَسَّرَهَا … أَتَتْكَ مِنْ حَيْثُ لا تَرْجُو وَتَحْتَسِب

وَكُلُّ مَا لَمْ يُقَدِّرَهُ الإِلَهُ فَمَا … يُفِيدُ حِرْصُ الْفَتَى فِيهِ وَلا النَّصَبُ

ثِقْ بِالإِلَهِ وَلا تَرْكَنُ إِلَى أَحَدٍ … فَاللهُ أَكْرَمُ مَنْ يُرْجَ وَيُرْتَقَبُ

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

(2) بعثُ الأملِ والتفاؤلِ في حياةِ الأنبياءِ والمرسلين عليهم السلام:

الغرضُ الرئيسُ مِن ذكرِ قصصِ الأنبياءِ في القرآنِ الكريمِ هو أخذُ العبرةِ والعظةِ، لنفيدَ بها في حياتِنَا وواقعِنَا الذي نعيشُهُ قال ربُّنَا:﴿لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ﴾، والمستقرءُ لحياتِهِم يجدُ أنّهَا كانت متشبعةً بالضيقِ والشدةِ ومع ذلك لم يكنْ منهم سوى الصبرِ الجميلِ، والرضا بمَا قسمَهُ الجليلُ قَالَ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بَلَاءً الْأَنْبِيَاءَ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» (النسائي) .

فهذا يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أُلقِيَ في غيابةِ الجبِّ، وبيعَ بثمنٍ بخسٍ دراهمَ معدودةٍ ثم اتُّهِمَ في عرضِهِ، وتحملَ مرارةَ وقسوةَ إخوتِه عليه، ضيقٌ بعدَ ضيقٍ، وشدةٌ بعدَ شدةٍ لكنْ العاقبةُ كانتْ لهُ ﴿وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ﴾، وهذا يعقوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُخطَفُ منه أحبُّ أولادِه إليه, وآثرهُم لديهِ, ثم يتبعُهُ ابنهُ الثاني- بنيامين- بعدَ سنين، فعَمِيَ مِن كثرةِ البكاءِ وشدةِ الفراقِ على ولديهِ ﴿وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾، لكنّهُ لم يفقدْ الأملَ، وظلَّ الرجاءُ ملازماً له طولَ هذه المدةِ ﴿فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ﴾، فتوجَّهَ إلى اللهِ بالدعاءِ وطلبِ العونِ منهُ ﴿قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ ومع ذلك لم يفقدْ الأملَ ﴿يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكافِرُونَ﴾ وبعدَ سنواتٍ مِن الشدةِ والمعاناةِ يعودُ لهُ الولدانٍ، فتحققَ له سئلُهُ، وأجابَ اللهُ مطلبَهُ ﴿فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ .

وهذا يونسُ عَلَيْهِ السَّلَامُ لمّا ضاقَ ذرعاً بقومِه، وخرجَ مغاضباً، فإذا به يُلقَى مِن السفينةِ إلى بحرٍ متلاطمِ الأمواجِ, فالتقمَهُ الحوتُ ففتحَ عينيهِ, فإذا هو حيٌّ في ظلمةِ بطنِ الحوتِ, في ظلماتِ البحرِ، في ظلمةِ الليلِ, ظلماتٌ بعضُهَا فوقَ بعضٍ، فتوجّهَ إلى خالقِهِ، وتمسّكَ برجائِهِ، فأدركتْهُ عنايةُ ربِّهِ، قالَ تعالى: ﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾، ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾، وحتى لا يظننَّ ظانٌ أنَّ تلك الاستجابةَ خاصةٌ بيونسَ جاء التعبيرُ بقولِهِ:﴿وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ قَالَ ﷺ:«دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ» (الترمذي) .

وها هو أيوبُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يطولُ بهِ البلاءُ, وتنتشرُ في جسدهِ الداءُ – غيرَ المنفِّر-  ويطولُ بهِ العهدُ حتى هجرَهُ الناسُ وتركُوه ﴿وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِين﴾ وانظرْ في تعبيرِهِ بلفظِ المسِّ الذي يفيدُ حسنَ الأدبِ مع اللهِ وعدمَ الاعتراضِ على قدرِهِ، فجاءَهُ النصرُ الإلهيُّ والتأييدُ الربانِيُّ: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ﴾ وكثرَ خيرُ اللهِ وفاضَ عليهِ جزاءً صبرِهِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «بينما أيوبُ يغتسلُ عريانَا، فخرَّ عليهِ جرادٌ مِن ذهبٍ، فجعلَ أيوبُ يحتثِي في ثوبِه، فناداه ربُّه: يا أيوبُ، ألم أكنْ أغنيتُكَ عمّا ترى؟ قال: بلى وعزتك، ولكن لا غنًى بي عن بركتِكَ أو قال: مَنْ يَشْبَعُ مِنْ رَحْمَتِكَ، أَوْ قَالَ: مِنْ فَضْلِكَ» (البخاري) .

وهذا نبيُّنَا مُحمدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  يُهاجَمُ مِن كفارِ قريشٍ وصناديدِهَا، ويُتهَمُ في عقلِه وعرضِه، ويصابُ بأنواعٍ مختلفةٍ مِن الأذى البدنِي والمعنوِي، والحصارِ الاقتصادِي، ويخرجُ مِن مكةَ طريدًا، فيتبعُهُ المشركون، ويقاتلونَهُ في عدةِ معاركٍ، يُشجُّ رأسُهُ، وتُكسرُ رَباعيتُهُ، وعاشَ أصحابُهُ معه ﷺ ثلاثَ عشرةَ سنةً مِن الخوفِ والألمِ، والتعذيبِ والتنكيلِ، رأى المسلمون فيها ألوانَ الهوانِ وصنوفَ الإذلالِ حتى شَكُوا ذلك، فعنْ خَبَّابِ قَالَ:«شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ، قُلْنَا لَهُ: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا، أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا؟ قَالَ:«كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لاَ يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ»(البخاري).

وفي النهايةِ يدخلُ مكةً فاتحًا متواضعًا، فيعفو عن كفارِ قريشٍ، ويقولُ لهمُ ﷺ: «اذهبوا فأنتمُ الطلقاءُ» (السيرة النبوية لابن هشام) .

وتأملْ قصةَ أمِّ موسى عليه السلامُ وكيف كانت ظروفُهَا فيأتيهَا البشارةُ والأملُ ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ .

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة

(3) وسائلُ توصلُكَ للفرجِ والنصرٍ وقتُ الأزماتِ: إذا طرقتْ أحدَنًا مصيبةٌ أو بليةٌ:

– فليحسنْ الظنَّ باللهِ، فهو – سبحانه- أقربُ إلى العبدِ مِن حبلِ الوريدِ، ومِن شراكِ نعلِهِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ: يَقُولُ اللهُ: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً» (متفق عليه) .

وقَالَ بعضُ الصَّالِحين: «اسْتعْمِلْ فِي كلِّ بليةٍ تطرقُكَ حسنَ الظَّنِّ بِاللَّهِ فِي كشفِهَا، فَإِن ذَلِك أقربُ بك إِلى الْفرجِ»، وصدقَ القائلُ:

إنْ كان لا يرجوكَ إلّا محسنٌ … فبمَن يلوذُ ويستجيرُ المجرمُ

أدعوكَ ربِّي كما أمرتَ تضرعًا … فإذا رددتَ يدِي فمَن ذا يرحمُ

– اليقينُ بأنّ الضيقَ والبلاءَ سيزولُ: شاءَ أمْ أبَى، رضيَ أم سخطَ، فليجرِ عليهِ القضاءُ وهو راضٍ خيرٌ لهُ مِن أنْ يجريَ عليهِ وهو ساخطٌ غاضبٌ، إذا أُصبتَ بمصيبةٍ, أو نَزَلَتْ بكَ نازلةٌ, فتذكرْ أنّ أصعبَ ما في المصيبةِ أولُهَا، ثم تهونُ، وتذكرْ أنْ وقتَ الشدةِ سيزولُ ويذهبُ, وأنّ الصبرَ عند الصدمةِ الأولَى، وقديماً قالت العربُ: «دوامُ الحالِ مِن المُحالِ»، «اصبرْ تنلْ»، ويقولون: «كلُّ همٍّ إلى فرجٍ»، وصدق الإمامُ الشافعيُّ رحمه اللهُ:

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَا تَشَاءُ … وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ

وَلا تَجْزَعْ لِحَادِثة الليالي …  فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ

إنّ الأملَ قوةٌ دافعةٌ تشرحُ الصدرَ للعملِ، وتخلقُ دواعِي الكفاحِ مِن أجلِ الواجبِ، وتبعثُ النشاطَ في الروحِ والبدنِ، وتدفعُ الكسولَ إلى الجدِّ، والمجدِ إلى المداومةِ على جدهِ، كما أنّه يدفعُ المخفقَ إلى تكرارِ المحاولةِ حتى ينجحَ، ويحفزُ الناجحَ إلى مضاعفةِ الجهدِ ليزدادً نجاحُهُ، والإيماُن يبعثُ في النفسِ الأملَ ويدفعُ عنها اليأسَ والأسَى، والمؤمنُ الصادقُ يرى أنَّ الأمورِ كلَّهَا بيدِ اللهٍ فيحسنُ ظنَّهُ بربِّه ويرجو ما عنده مِن خيرٍ، فما أضيقَ العيشً في الدنيا لولا فسحةُ الأملِ.

– كثرةُ الدعاءِ والتضرعِ إلى اللهِ والمداومةُ على الاستغفارِ: وليس له أوقاتٌ معينةٌ، أو ساعاتٌ محددةٌ بل يستطيعُ المسلمُ أنْ يدعوَ ويناجِي ربَّهٌ في أيِّ وقتٍ، وبأيِّ لفظٍ – سوى الإثمِ وقطيعةِ الرَّحمِ – ولكن يفضلُ الإكثارُ مِن الدعاءِ في الأوقاتِ الفاضلةِ كالثلثِ الأخيرِ مِن الليلِ حيثُ يتجلَّى اللهُ – بما يليقُ بذاتِه المقدسةِ – وينزلُ إلى السماءِ الدنيا: «إِنَّ بِاللَّيْلِ سَاعَةً تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ يُنَادِي مُنَادٍ هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟» (رواه أحمد) .

وقد أرشدَنَا القرآنُ على لسانِ سيدِنَا نوحٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ أنّ الاستغفارَ وسيلةٌ لجلبِ النعمِ ووفرةِ المالِ والولدِ قال تعالى: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً﴾، فمِن حكمةِ اللهِ أنْ ينزلَ على البشرِ مِن وقتٍ لآخر بعضَ الأزماتِ والمحنِ؛ ليختبرَهُم حسبمًا قال: ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ﴾ فلا يتعجلُ العبدُ إجابةَ الدعاءِ؛ لأنَّ اللهَ قال: ﴿وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾، فلا بُدَّ للعبدِ أنْ تدركَهُ رحمةُ اللهِ إمّا بالاستجابةِ لمطلبهِ، وإمّا بدفعٍ السوءِ عنه، وإمّا بادخارِه لهُ يومَ القيامةِ قَالَ ﷺ: «يُسْتَجَابُ لِأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ فَيَقُولُ: قَدْ دَعَوْتُ رَبِّي فَلَمْ يَسْتَجِبْ لِه» (متفق عليه) .

وقد أوصَى الزبيرُ بنُ العوامِ ابنَهُ عبدَ اللهِ بقضاءِ دينهِ وقال له: «يَا بُنَيَّ إِنْ عَجَزْتَ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ مَوْلَايَ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا دَرَيْتُ مَا أَرَادَ حَتَّى قُلْتُ: يَا أَبَتِ من مَوْلَاكَ؟ قَالَ: اللَّهُ، قَالَ: وَاللَّهِ مَا وَقَعْتُ فِي كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلَّا قُلْتُ: يَا مَوْلَى الزُّبَيْرِ اقْضِ عَنْهُ دَيْنَهُ فَيَقْضِيهِ» (البخاري)، ولا يستثقلنَّ المسلمُ هذا العلاجَ. – الاستغفارُ واللجوءُ إلى ربِّهِ– لكن هذا يحتاجُ إلى يقينٍ وثقةٍ به، فهو القادرُ على كلِّ شيءٍ، وها هو رسولُنَا يرشدُ أحدَ أصحابِهِ الذي أرهقتْهُ الديونُ إلى أنْ يلزمَ الاستغفارَ، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: «دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ الْمَسْجِدَ، فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يُقَالُ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ، فَقَالَ: يَا أَبَا أُمَامَةَ مَا لِي أَرَاكَ جَالِسًا فِي الْمَسْجِدِ فِي غَيْرِ وَقْتِ صَلَاةٍ؟، قَالَ: هُمُومٌ لَزِمَتْنِي وَدُيُونٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: أَفَلَا أُعَلِّمُكَ كَلَامًا إِذَا قُلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّكَ، وَقَضَى عَنْكَ دَيْنَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: قُلْ إِذَا أَصْبَحْتَ وَإِذَا أَمْسَيْتَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ وَالْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ وَقَهْرِ الرِّجَالِ، قَالَ: فَقُلْتُ ذَلِكَ، فَأَذْهَبَ اللَّهُ هَمِّي، وَقَضَى عَنِّي دَيْنِي» (أبو داود)، فيجبُ على المسلمِ أنْ يعتقدَ اعتقاداً جازماً أنَّ الذي يُدبرُ الأمرَ، ويُسيرُ الخلقَ هو اللهُ عزّ وجلّ، وعليهِ أنْ يكلَ أمرَهُ إليهِ، فلهُ الحكمةُ البالغةُ في أقدارِهِ، وتوزيعِ أرزاقِهِ.

– النظرُ في الشدةِ إلى مَن هو أعلى منك بلاءً، وأعظمَ مصيبةً: يا مَن وقعتَ في ورطةٍ، فلم تعرفْ كيف الخلاص، وحاولتَ الفكاكَ، ولكن لاتَ حينَ مناص، تذكرْ في لحظاتِكَ أنّ هناكَ مَن هو أشدُّ منكَ في رزيتهِ وبليتهِ، فليكنْ الحمدُ والشكرُ هو حالُكَ على ما أنت فيه، وإذا كان ذلك مندوبًا في الخيرِ وحصولِ البرِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: «إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ، فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ مِمَّنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ» (متفق عليه)، فمِن بابِ أولَى في بابِ الشدةِ والضيقِ.

وليعظمْ العبدُ التوكلَ عليهِ، ويبادرْ بالأخذِ بالأسبابِ، ولا يقعدَنّ عن طلبِ الرزقِ التي أمرَ الشارعُ بمباشرتِهَا قال ربُّنَا: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ﴾ وقال ﷺ:«لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا» (ابن ماجه) أمَّا أنْ ينامَ الإنسانُ وينظرَ فرجَ السماءِ فهذا لا يقبلُهُ دينٌ ولا عقلٌ، وقد قد أمرَ اللهُ مريمَ -عليها السلام- على لسانِ ولدِهَا- بأنْ تهزَّ النخلةَ ليتساقطَ لهَا الرطبُ، مع قدرتِهِ- سبحانَهُ- على إنزالِ الرطبِ إليهَا مِن غيرِ هزٍّ أو تحريكٍ، ورحمَ اللهُ القائلَ:

تَوَكَّلْ عَلَى الرَّحْمَنِ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ … وَلا تَرْغَبَنْ فِي العَجْزِ يَوْمًا عَنِ الطَّلَبْ

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ قَالَ لِمَرْيَمٍ … وَهُزِّي إِلَيْكِ الجِذْعَ يَسَّاقَطِ الرُّطَبْ

وَلَوْ شَاءَ أَنْ تَجْنِيهِ مِنْ غَيْرِ هَزَّةٍ … جَنَتْهُ وَلَكِنْ كُلُّ شَيْءٍ لَهُ سَبَبْ

إنّ اللهَ ناصرٌ دينَهُ لا محالةً، فمَن تمسكَ بهذا الدينِ كان له النصرُ والتمكينُ مصداقًا لقولِهِ سبحانَهُ: ﴿كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ وقولِهِ: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ﴾ ألَا فلنعملْ ولنجدَّ ولنعدَّ أنفسنَا كي نحققَ شرطَ النصرِ والتمكينِ.

نسألُ اللهَ أنْ يفرجَ كروبَنَا، وأنْ يزيلَ همومَنَا، وأنْ يذهبَ أحزانَنَا، ونسألُكَ يا اللهُ أنْ ترزقنَا حسنَ العملِ، وفضلَ القبولِ، إنّكَ أكرمُ مسؤولٍ، وأعظمُ، مأمولٍ، وأنْ تحفظَ بلادَنَا، وأنْ تجعلَ بلدنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمنًا أمانًا، سلمًا سلامًا وسائرَ بلادِ العالمين، وأنْ توفقَ ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.

كتبه: الفقير إلى عفو ربه الحنان المنان   د / محروس رمضان حفظي عبد العال

مدرس التفسير وعلوم القرآن كلية أصول الدين والدعوة – أسيوط

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »